تعددت هذه الأيام التظاهرات.. فالمنستير احتضنت التجمعيين والمندسين وفلول النظام السابق ومن يدور في فلكهم والممثلون اجتمعوا بالمسرح البلدي وامتلأ شارع بورقيبة بالإسلاميين المنادين بالشريعة الإسلامية بعد أن نادى من سبقهم بالدولة المدنية... كل يغني على ليلاه مستفيدا من جو الحرية الذي أسست له الثورة.. ونسي الجميع أن بركات ما نعيشه من حراك كانت نتيجة لعذابات ودماء فئات دفعها الفقر والحرمان والتهميش للانتفاضة والثورة وبعون الله هرب رأس الاستبداد والفساد- أو تم تهريبه- وكان منها من استشهد ومنها من جرح وشف. وكثير منهم لايزالون يعانون ويحلمون .. لا بسلطة أو نصيب في الغنيمة أو امتيازات ولا بأوسمة بل يستجدون أن يتكرم عليهم فاعل خير أو مؤسسة علاجية بشيء من رعاية تحضى بها الحيوانات في بلدان أخرى... أو تعويض كافي أو مساعدة على التأهيل والعيش الكريم وتنهال عليهم الوعود من حين لآخر تطمينا وتسكينا وإسكاتا للإعلام وسرعان ما تذهب كغثاء السيل لأن اهتمامات المسؤولين تجاوزتهم لغيرهم فأصبحوا يتجنبونهم بدعوى حصول بعضهم على التعويض هذا الذي لايكفي مصاريف تنقلات لدى بعضهم بين المستشفيات والإدارات....
أليس من أضعف الإيمان الاعتراف بفضلهم بعد الله تعالى وتكريمهم وإرضائهم ؟؟؟ !!
للأسف بدلا من إنصافهم تم التهاون في فتح ملفات الفساد والظلم وأصبح المجرمون طلقاء .. كما تم التساهل مع الاعتصامات العشوائية المربكة للاقتصاد والقاطعة للطرقات وخطوط السكك الحديدية وتمت مجازات المشرفين عليها... مما أجل لتاريخ غير معلوم انطلاق ماوعدت به المناطق المهمشة من مشاريع تنموية وترك المجال لمهزلة "الحضائر"وما اكتنفها من فساد ونهب وإفراغ الجهات من اليد العاملة وفرض جو من التواكل والكسل إلى جانب تواصل السبل القديمة في الانتدابات (محسوبية .. وغيرها..) ولايتم تجاوز هذه الممارسات إلا بإحداث جهاز موحد للإشراف على جميع الانتدابات وفق مقاييس واضحة وشفافة ... تقطع مع التجاوزات
إلى متى هذا التخاذل .... و إلى أين المسير يا تونس ؟؟







0 commentaires:
Enregistrer un commentaire