من هنا و هناك

« »

3 août 2011

التاريخ يعرف قص لصق

أتسائل مادام ممكنا التساؤل قبل أن يصبح من المحرمات في ظل حالة من المفترض ألا تكون في زمن الثورة... الانتفاضة.. الانقلاب... التغيير... اختلطت المصطلحات... والمفاهيم في توصيف ماحدث وما يحدث من ثورة مضادة في حركة متسارعة تستعجل الحسم ووالإمساك بمقاليد وتفاصيل الأمور والعودة بالبلاد إلى ماقبل 14 جانفي وربما بأكثر حنكة وتصميم وتخطيط ودعم خارجي وداخلي في أكثر الأوجه

  لم يتم تغيير حتى نتحدث عن تراجع... هل تراجع القمع وتغول الداخلية وسياسة لاأريكم إلا ما أرى? 

 هل تخلص الإعلام من النفاق والتعتيم والتوجيه وفرض رؤية المتنفذ واغتيال الحقيقة. هل نسينا الإقصاء والتهميش والجهويات لعل وطئتها أشد ذهبت عائلة وجائت أخرى.... ذهب مستبد جاهل وانقلب عليه ائتلاف مافيوزي محنك يعرف من أين تؤكل الكتف هذا إذا اظطر أصلا لأكل كتف 

قلب الحقائق منذ البداية وفرق دم الشهداء والجرحى بين قبائل مجهولة وأماكن وعرة.... وتقدير بأن الكل إشاعة وأن طيرا أبابيل قذفتهم وراحت ولم يبق من أبطال الانتفاضة أو الثورة إن كانت كذلك إلا ثلة من الملائكة وضباط الملائكة ووزير ترضى عنه الملائكة

وكانت مشاهد التكريم والترقيات والمسرحيات والفصول المتعددة ولمراكز قوى وحكومات بين الظل والشمس تنتقل ومعها الصلاحيات والمراسيم والأحكام وترتيب الحكم والسلطة ونصيب كل واحد وواحدة ووراء كل واحد وكل واحدة دائرة أو منظمة أو سفارة أو جهاز استخبارات باختصار قوى خارجية تداعت إلى هذا الوطن المسكين وكأنه قصعة بين اللئام لارحيم به ولا بهذه الأجيال التي يكبلونها بالديون وهي مرتهنة مسبقا حتى الذي لم يولد أبوه ولا أمه في عنقه دين وينتظره اللوسي عندما يلد ويكبر ويفهم للحساب والاستخلاص 

حتى التاريخ يعرف القص واللصق يعرف كيف يعيد نفسه تعلم تكنلوجيا الإستنساخ في الخمسينات من القرن الماضي قاتل رجال ربوع من هذا الوطن لم تعرف غير التهميش والفقر والإقصاء وكأنه قدرها المحتوم رجال سماهم بورقيبة والمستعمر فلاقة قارعوا الاستعمار واستبسلوا في ذلك واستشهد من استشهد وسجنت حكومة الاستقلال من سجنت وتم تدجين وتهميش البقية أما السلطة فكانت لمن تعلموا السياسة في كواليس الدوائر والمعاهد الفرنسية

 قالها أحدهم عندما كنتم تقارعون المحتل الفرنسي في الجبال كنا نتعلم في معاهده.. وجامعاته فأصبحنا على معرفة وكانت لنا السلطة وبقيتم على أمية وما نفعله معكم تحمدوننا عليه.... ربما كان في كلامه بعض المنطق فما وقع قبل جانفي من انتفاضة مهمشين مقموعين كان المطية التي ركبها الانتهازيون والمتربصون ليختطفوا الثورة ويستفيدوا لوحدهم بنتائجها وأهدافها وعاد التعساء  بالفتات يلوكونه ولكنه لايسمن ولايغني من جوع فاظطروا للاعتصامات والاحتججات كما فعل أجدادهم من قبل على الأقل أجدادهم بأميتهم كانوا متحدين وراء زعيم واحد وقضية واحدة صحيح أن عوامل عديدة كانت أقوى منهم فانهزموا وذهب دمهم سدى وكان حريا بشباب اليوم أن يعتبر من الماضي من التاريخ من أخطاء الماضي ولازال بالإمكان التدارك ولكنه تدارك صعب مؤلم وقاسي

 فهل نتجاوز المطلبية الضيقة والحزبية ونلتف حول أهداف واعية واحدة لاأقول نحمل الأفكار الواحدة فلكل شخصيته ومرجعيته لكن الوطن يجمع الكل والحرية والعدالة والكرامة مطالب الجميع فمتى نجتمع عليها بوعي وفهم وإدراك وحنكة واستعداد للتضحية وإكمال المشوار الذي استشهد من أجله الأبطال في منزل بوزيان والرقاب.. وسيدي بوزيد وتالة والقصرين ومدن عديدة في الجنوب والشمال هي أمانة بأعناقنا ولنا الخيار بين التخاذل والعزم بين التراجع والإقدام المثبطات عديدة والخبزيست كثر ولكن الواعز أقوى والعزيمة أشد

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More