يحاججنا بعضهم باللائكية وكأنهم ملكوا حكمة الأولين والآخرين وكأن ما ينادون بفرضه هو الحقيقة المطلقة التي لايأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ولابعدها ولا قبلها وكأن باستيرادها قد استوردوا حلول مشاكل الأمة وجلاء همومها وتحقيق آمالها
وطموحاتها
اللائكية منهج ضرورة ورد فعل على هيمنة الكنيسة على مقاليد السلطة في أوروبا في قرون خلت هيمنة بدون قوانين ولا شريعة تسوس حياة الناس اكتفت بالجانب الروحي وتركت المادي لمن ثاروا عليها وأهملوا الأهم في تكوين الإنسان وهو الجانب الروحي الذي بوجوده تقوم وتراقب معاملات الإنسان وعلاقاته بمحيطه وهذا يختلف كليا مع الإسلام دين العبادة والمعاملات الشريعة التي عالجت حياة الناس العقائدية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية
حضارة غيرت وجه العالم عندما كانت أوروبا ترزح تحت كلاكل الجهل والاستبداد أفلت هذه الحضارة بالابتعاد عن الدين الحنيف ومحاولة تطويعه وإفراغه من محتواه ومن شريعته وجعله مقتصرا على طقوس تعبدية لادخل لها في السياسة مثل المسيحية وغيرها
لامجال للقياس ونقل التجربة الأوروبية ولصقها بواقعنا المختلف تماما والاستنجاد بتأويلات المؤولين وافتراأت المفترين... متمترسين وراء الإسلاموفوبيا التي مارسها اليهود منذ عشرات القرون ومن بعدهم الصليبيون ومن تبعهم
ولايزال ممن جهلوا أو تجاهلوا حقيقة الإسلام مثل الصهيونية والماسونية ومن تتلمذ عليها ممن يعيشون بين ظهرانينا وانبهرو بما سحرهم من شعارات براقة ربما صلحت في ضروف خاصة وبيئات معينة لكنها ليست بمقاسنا ولامن ذوقنا ولامن تقاليدنا وما يؤكد ذلك دخول الأوروبيين أفواجا في الإسلام رغم الدعاية المضادة والممارسات المسيئة لمن انتسبوا للإسلام وجهلوا حقيقته يعتنقه العلماء والباحثون والمفكرون لالترغيب أو ترهيب بل بعد الاطلاع على ما فيه من حلول لمشاكل البشرية في كل المجالات وما في نصوصه من إعجاز وإحاطة بما يشغل الإنسان
هذا الدين الذي يريد البعض وبكل جهل أن يطوعه لرغباته بدعوى مواكبة العصر والمفاهيم لقد اكتمل منذ أكثر من 1400 سنة فالله الذي أنزل الرسل وأيدهم بالكتب وأكمل الشريعة الإسلامية أعلم بتكوين عباده وما يصلح شؤونهم وأعرف بمآلاتهم ومستقبلهم لاتغيير في الجوانب التعبدية كالصلاة والزكاة والأحوال الشخصية مهما تغير الزمان أو المكان وقد وردت فيها نصوص واضحة أما الأمور السياسية والاقتصادية والديبلوماسية وعلاقات الناس ببعضهم أفرادا وجماعات وأمما والتي تتغير حسب الزمان والمكان فقد جعل لها مبادئ عامة تؤطرها وترك للعقل البشري مجالا واسعا للعمل والاجتهاد واستنباط ما يلائم
المؤسف أن أكثر الذين يتنادون لتعديل الشريعة هم معاول هدم لايحيطون إحاطة كاملة بالنصوص الشرعية وليست لهم المؤهلات الكافية للتصدي للتفسير والفهم والاستنباط فيسيئون فمثلا من ينادي بالمساوات في الميراث بين الجنسين لو علم أن نصيب الأنثى في أكثر الحالات ضعف نصيب الذكر لعلم أنه ينادي بحرمان المرأة لا بإنصافها هذا إذا كان يقصد ذلك أصلا فالهدف المبطن هو التخريب والتشويه والتهجم لاغير
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire