لاتكتمل أية ثورة ولا تنتصر إلا بثبات الثوار وصبرهم ومصابرتهم ومحافظتهم على مكتسباتهم فمن سنن الله في الكون أن لكل ثورة ثورة مضادة ولكل جهد نهضوي رد فعل رجعي ولكل عمل خيري طمع وانتهازي
ثورة 17 ديسمبر تتعرض ومنذ اندلاعها لحرب شعواء اشترك في إشعالها كتائب التجمع المنحل وانتهازيوا اليسار المتطرف وأيتام فرنسا وتتعرض اختيارات الشعب ومؤسساته الدستورية التي أنشأها للتهجم والتشكيك والضرب بعرقلة مجهودات التنمية والنهوض الاقتصادي بتجفيف منابعه بغلق المؤسسات الاقتصادية كالمعامل والمناجم وقطع الطرق والسكك الحديدية أملا في تعجيز أول حكومة شعبية والوصول بالبلاد إلى الهاوية
هذا بعض ما يحيكه المتآمرون على الشعب وربما ما خفي أخطر وليس مستغربا منهم وقد عرفوا بالعمالة والانبتات والفساد والإفساد ولكن المستغرب والمؤلم والمزعج هو وقوف عموم الشعب متفرجين وكأن ما يحدث ليس في تونس بل في قواتيمالا أو كوريا الشمالية...
لايكفي الاحتجاج والتعاليق من وراء الحواسيب خاصة وأن وسائل الإعلام لاتزال تعمل ضد الثورة وتمرر وصاية الخاسرين وركوبهم على الأحداث
لامجال لمواصلة السكوت والصبر ورحابة الصدر فكتائب الردة أصبحت " تلعب بعشانا" تلعب بمصيرنا كشعب ودولة هل نستسلم جميعا لعصابات تهيننا وتتطاول علينا.. وتكتم على أنفسنا وتعمل على ذبحنا
المواجهة والتصدي للمجرمين في حق الوطن مسؤولية الشعب كله بجميع فئاته وأحزابه وطوائفه ومذاهبه قبل أن تكون مسؤولية الحكومة التي لها التزاماتها وضروراتها.. وترتيباتها
هذه صرخة في وجه كل غيور على سلامة هذا الوطن واستقلاليته ونهضته ومستقبل الأجيال القادمة نحن أمام لحظات مفصلية لا تقبل التردد والتخاذل مطلوب مسيرات شعبية تبلغ هذه الشراذم أن الأمة لم تمت بعد وأن للثورة شعب يحميها