عدت وأنا محبطة من المشهد السياسي في وطني إلى صديقي البحر أستأنس بجماله وأنتعش بنسائمه جلست على صخرة أرنو إلى الأفق أتأمل حركة الأمواج الهادئة وكأنها تواكب ترانيم شرقية قدودا حلبية دبكة فلسطينية
وأقبلت عصفورة جميلة وحطت بجانبي لم تكن تعبأ بشيء تلتقطه كانت متعبة محبطة مثلي ربما تشكو الوحدة ليست ضمن سرب تسافر معه رحلتي الشتاء والصيف تستأنس به لعلها قرأت ما بنفسي وفهمت وحدتي لانزوائي بهذا الشاطئ بعيدا عن الصخب والتجاذبات والغليان والتدافع
كانت أكثر جرأة مني اقتربت سألتني.. لم أنت وحيدة هنا ؟؟ أليست لك رفيق...حبيب تناجيه.. تغازلينه تضمينه إلى صدرك... تربتين على كتفيه ترددين على مسامعه أغنية فيروز... شايف البحر شوكبير...... كبر البحر بحبك...شايف السما شو بعيدي بعد السما بحبك.... ترسمين سحر عينيه و خصلاته التي تسافر مع أمواج البحر وتلاحق طيوره فتتكامل ألوان لوحة تأسر الألباب
أخجلتني المفاجأة... فلم أجبها ولكني سعدت بتساؤلها ولولا اعتبارات لاحتضنتها وقبلتها بحرارة لقد لامست قرارة فؤادي وداعبت أوتاره الحساسة أحيته بعد ممات واحباط وضجر... بعثت بين ضلوعي أنوار أمل مشرق وأحلاما جميلة
سألتها من أنت... قالت زيتونية المولد مقدسية الهوى واقتربت أكثر خبئيني عندك... قالتها بلطف وكأنها تعرفني من عقود... وقد خبرت حناني ولمساتي
تعالي إلى عالمي إلى دفئي... أجبتها آملة ألا ترحل ألا تغيب ألا تكون مجرد لحظة عابرة
ولكن داعيا قاهرا لايعرف العشق لايقبل الخيال دعاها فانطلقت... رحلت عصفورتي فجأة تركتني وابتعدت تبعتها نظراتي ترجوها العودة تسأل الله لمريضها الشفاء ولغائبها العودة ولأسيرها الحرية ولمعسرها الفرج ولثورتها النجاح والنجاة من الالتفاف والسرقة... ولمقدساتها الانعتاق من ربقة الغاصبين ولوطنها التحرير ولغرقدة الاستبداد والظلم والعنصرية والإقصاء الاقتلاع
توارت بعيدا لكنها ستعود إن شاء الله تعالى لتبدأ الحكاية ويبدأ السمر والسهر







0 commentaires:
Enregistrer un commentaire