إنّ المتتبّع لمسار الثورة في تونس يبقى حائرا بين أمل زائف وحقيقة مرة، فما شهدته البلاد خلال الأيام القليلة الفارطة من إخلال تام و إنفلات أمني في العديد من الجهات من حرق و خلع و سرقة و اعتداء على المواطنين الآمنين لهي عملية منظمة يقودها أفراد من الحزب المنحل لبث المزيد من البلبلة و تركيع الشعب ليصرخ عاليا طالبا عودة الأمن للبلاد.
و إن ما يقوم به أزلام التجمع و بغطاء من و زارة الداخلية والبليس السياسي و حكومة السبسي الموقرة من سعي إلى بث البلبلة و جر البلاد إلى الهاوية لهو أمر واضح للجميع فهذه مسيرة بقايا التجمعيين تحظى بحماية من الأمن و حضور إعلامي مكثف لقنواتنا التلفزية الكرتونية و في المقابل تجابه مسيرات شباب الثورة قرب المسرح البلدي بوحشية فرق النظام العام و البوليس السياسي من ضرب و إهانات و إعتقالات في صفوف المتظاهرين و خاصة أعضاء صفحات الثورة و تكسير معداتهم.
و هاهو السبسي يقف ليزيد من تخويف الشعب و إرهابه من المستقبل المظلم في ندوته الصحافية و يحن إلى ماضيه البورقيبي و يدعو إلى تقليص فترة منع التجمعيين من الترشح لعضوية المجلس التأسيسي،و يدعوا بشدة إلى احترام و استرجاع هيبة الدولة. أين هيبة الدولة يا سي السبسي و قوات القذافي تصول و تجول على حدودنا و داخل ترابنا؟ بل نبجلهم و نكرمهم و نعيدهم إلى الدكتاتور معززين مكرمين، إضافة إلى سيارات الكتائب التي تمرح في وضح النهار بكل من منطقة بنقردان و تطاوين و هي لا تحمل لوحات و أرقام منجمية ممّا أثار حيرة متساكني هذه المناطق.
إن الوقفة الشجاعة للقضاة و المحامين للمطالبة باستقلال القضاء و العودة بالثورة إلى مسارها الطبيعي و ما يقوم به رجال القضاء الشرفاء من تصد لمحاولات الإلتفاف على الثورة من طرف حكومة العار لهو شرف لكل ثائر وكل مواطن تونسي حر وهي فضح لكل ما يحاك في الظلام لثورتنا المجيدة.
إن الناظر إلى الخطوات المتسارعة للثورة المصرية من إصلاحات للدستور وجرّ رموز الفساد في البلاد إلى المحاكمة و المحاسبة بدون إستثناء و على رأسهم البارك وأبنائه ليجعلنا نقف حائرين و متسائلين عمّا حققناه في بلادنا، هذه ثورتك أيها التونسي تغتصب منك و ستعود إلى عصر البوليس السياسي و بضراوة أشد.
انهض أيها الشعب فمكاسبك سلبت وصودرت. لا مكان لنا في البيوت بعد اليوم بل ساحات الاعتصام تدعوك لاسترجاع حقك المسلوب وإلا فقل وداعا للثورة و الثوار ولا حرية لك بعد اليوم وكما يقول أسلافنا " باب العرش يفتح مرة واحدة في الحياة ".







1 commentaires:
انا اسف لما ساقوله و لكن ان كنتم كنشطاء في تونس العزيزة تكتفون بحملات الانترنت و صفحات الفيس بوك فأنتم واهمون في التأثير علي الشعب التونسي فنحن في مصر شكلنا جبهات قوية جدا لرفض التعديلات الدستورية و لكنه كانت جبهات الكترونية فقط و كانت النتيجة أغلبية ساحقة لمن نزل الي الشارع و تحدث مع الناس وجها لوجه..... عليكم بالتفاعل مع الشارع التونسي و محاولة اثارته مرة أخري و الا أنتم واهمون و شكراا
Enregistrer un commentaire