من هنا و هناك

« »

2 novembre 2011

الدعوة بالحكمة...


تركيز العديد من السائلين والمحاورين على موقف النهضة من الخمور والحجاب وتعدد الزوجات لايخلو من المكر والعمل على إحراج حزب لم يبدأ الحكم بعد فإن تحدث عن تحريم وإجبار وسماح بقرار فوقي سيقال مصادرة للحريات وامتهان.. واستعباد وإن ترك الأمر للتدرج واقتناع القاعدة بالأصلح والأقرب للفطرة ومطالبتها بمقاصد الشرع عن تفهم سيقال تراجع عن تطبيق الشريعة وفرضها أو تقية وانتظار للتمكين

لا... ليس تلكأ ولا تملص ولا تقية ولكنه إعطاء المجال للعقل البشري ولحريته في التقييم والمقارنة والاقتناع والممارسة فلا طاعة ولا التزام ولا إبداع بدون 
حرية وشعور بالمسؤولية

وتحضرني هنا قصة أبي محجن الثقفي الذين كثيرا ما تم جلده في الخمر فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه فلما كان يوم القادسية، فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا المسلمين ، فأرسل إلى أمرأة الوالي أن تخلي سبيله وتدفع له سلاحا ، وتحمله على فرس ووعدها بالعودة إلى الأغلال ففعلت ، ولحق بالقوم ركضا، فجعل لايزال يحمل على رجل حتى يدق صلبه، فنظر إليه الوالي فجعل يتعجب ويقول من ذاك الفارس؟ ولم يلبثوا إلا قليلا حتى انتصر المسلمون ، وعاد أبو محجن إلى قيوده و عاد الوالي فرحا بالنصر وذكر لزوجته أنهم أشرفوا على الهزيمة لولا أن الله قد بعث رجلا على فرس أبلق، لولا أني تركت أبا محجن في القيود لقلت إنها بعض شمائله فقالت والله إنه لأبو محجن ، وقصت عليه قصته فدعا به،فحل قيوده، وقال لانجلدك على الخمرأبدا، فقال أبو محجن: وأنا والله لا أشربها أبدا، كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم... 

بإختصار الدولة ليس من مهامها ان تكره الناس بالقوة بل من خلال تغيير العقلية و بث ثقافة جديدة . هدا هو الاصلاح الحقيقي و هذا هو برنامج النهضة فليأخذ كل فرصته أليست هذه هي الديمقراطية يا أشباه المثقفين ؟؟ 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More