من هنا و هناك

« »

11 novembre 2011

لنشتغل بالأهم


يقول الله تعالى :وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير


شغلتنا هذه الانتخابات ومفاجئاتها وتداعياتها وما يجد في الساحة من ردود أفعال وتعاليق وتحاليل وأخبار وأحداث وتطورات وغابت عن كل هذا مشاهد وصور هي أهم بكثير من الشاذات والعازبات والعاريات والديمقراطيات والباكيات على أعتاب أمهن الحنينة " فرنسا"....
تخيلوا طفلا يخرج باكرا في يوم ماطر قارس حافي القدمين يغطي جسمه النحيل أسمال بالية ليلتحق بمدرسة تبتعد عن بيته حوالي الثمانية كيلومترات.. يسلك ثنية تمر به عبر وادى وبعض روافده...
تخيلوا الأم وهي تجول بناظريها في "معمورتها" ماذا ستعد لأطفالها وأحدهم متشبث بملحفتها وهو يبكي جوعا كيس "السميد" قد أصبح خاويا.. و"بيدون" الزيت قد لفظ آخر ما عنده بالأمس كابوس يومي أنساها أن الملحفة الوحيدة التي تتزر بها شارفت على سنتها السادسة وأن "الحولي" الذي تقاوم به برد الشتاء قد تجاوز عشريته الأولى أما البلغة فلم تعد تحتمل الترقيع فأعتقتها وذاك المعمر برنس الزوج يحكي حكاية الجدة عندما كانت رحمها الله شابة يافعة تنسج الصوف أيام كان لهم قطيع من الغنم. إيييييييييييه زمان
تخيلوا وتأكدوا أن هناك مشاهد أكثر بؤسا  وفقرا وألما مما تخيلت
تخيلوا المعوزين في الأرياف وأحواز المدن كيف يعيشون وكم أجرم النظام في حقهم وكم تمعش من عذاباتهم واستفاد من حاجتهم وعوزهم
تخيلوا وقدروا كم لهم أولوية في الاهتمام والاعتبار وأعطوهم حقهم في مشاريع التنمية التي تنتشلهم من الفاقة والتهميش لا ما كان يملأ بطونهم هواء ووعودا كاذبة لنشعرهم بالمواطنة وبحقهم في العيش الكريم...
أعدوا لهم مااستطعتم من كساء أو غطاء أو فراش يحقق لهم شيئا من الدفء والأمل أشياء لن تفقرنا ولن تدفعنا للإفلاس ولكنها تمسح دمعة حرمان وتسكت أنة غبن وحرمان وتنشر البسمة على وجوه أناس كانوا دوما وقودا للانتفاضات وروافد للثورات
لنبادر كل بما يقدر سواء عن طريق الجمعيات الخيرية أو مباشرة مع ضمان شيء من الإحترام والتقدير واجتناب المنة ولنتذكر أنهم مهما بلغ بهم العوز والبؤس يبقى بأنفسهم شيء من عزة النفس والصبر والقناعة والأنفة ولنحفظ لهم كبريائهم والله لايضيع أجر المحسنين.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More