لماذا سميت الثورة في تونس بثورة 14 جانفي .. ومتى كانت الثورات تسمى بمرحلة من مراحلها.. ليس هذا تاريخ انطلاقتها.. فقد انطلقت في 17 ديسمبر.. ولاتاريخ انتهائها... فلم تنته بعد... ولم تتحقق أهدافها... ولم تنتصر على نظام الاستبداد والفساد والإقصاء بعد.. . وأخشى ألا تنتصر... وقد تساقط الثوار.. وترجلوا.. ليستريحوا... ويعطوا الوقت للحكومة المؤقتة.. والهيئات المؤقتة.. واللجان المؤقتة... لتعمل .. وتحكم.. وكان العمل... والحكم.. والركوب على الثورة...وتبوأ المتربصون.. والانتهازيون.. الصدارة... وأصبحوا حماة الثورة.. والمؤتمنون على أهدافها... والمصلحون ديمقراطيا... قال المثل المصري <<الي اختشوا ماتوا>>.. متى كان الاستئصالي الإقصائي ديمقراطيا.. يقبل تواجد الغير معه... مهما كانت عقيدة أو هوية هذا الغير... ألم تتألف الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح الديمقراطي .. على أساس توافقي... وتم حشوها بشخصيات غريبة عن الثورة... وعن هوية البلاد... وعقيدتها... وطموحات الشعب...
هذه الهيئة أحادية اللون.. والفكر.. لاتزال تمارس التعتيم.. على أعمالها.. وجلساتها.. التي تبين أنها تسير بشكل تعسفي .. دكتاتوري... لانقاش.. ولاتبادل آراء.. أو مقترحات... ولا توافق على القرارات... تبدو وكأنها رديف للحكومة المؤقتة.. بل أكثر استبدادا منها... وغموضا... وشكوكا....
سارت على نهجها لجنة الانتخابات... ونفذت رغبة الأحزاب الكرتونية.. المنبتة... بتأجيل الانتخابات.. لافتقارها للشعبية.. تيارات مجها الشعب وكره نفاقها... ودجلها... تأجيل عله يعطي الوقت لاكتساب أنصار .. بالإغراء.. بالمال... بالوعود... تأجيل يقلب الأوراق.. والتحالفات... كل هذا لحصار فريق كان ضحية الاستبداد والإقصاء.. والتجريم... منذ ثلاثينات القرن الماضي... وللتضييق عليه حتى لايصل .. ولو بالتزوير... إن لم ينفع التأجيل.. وإعادة التأجيل... ولا تعوزهم الوسيلة في إعداد الضروف المناسبة ولوكانت على حساب الشعب.. وأمنه.. وتماسكه... ورزقه... ومن هذه الضروف:
_تشجيع الاعتصامات.. والاحتجاجات ذات الصبغة المطلبية... الاجتماعية... الفئوية... التعجيزية...
_التحريض على بث الفرقة.. والفتنة... والعروشية.. والجهويات....حتى أصبحنا نسمع بالقتلى والجرحى في معارك بين أبناء الحي الواحد....
_الانفلات الأمني.. وكثرة أعمال.. والنهب... والسلب... والحرابة...
_التراخي والامتناع عن مقاضات المجرمين.. والقناصة... والفاسدين.. واللصوص... فعوض العمل على استرجاع ماسرق يتم ارتهان البلاد في قروض جديدة... نعرف سلفا مساوئها ومآلاتها على المدى القريب... والبعيد...
_بقاء ممارسات القمع.. والترهيب.. والتعذيب.. ونزعة الانتقام.. من كل من له نفس ثوري..أو من منطقة كانت لها بصمتها في الثورة...
_مواصلة الاعتماد على البوليس السياسي.. وتكميم الأفواه .. وحجب المواقع... والتعتيم الإعلامي.. وانعدام الشفافية.. والوضوح...
أمام ما يتبين من شراسة الثورة المضادة.. وعودة التجمع المنحل في شكل أحزاب انطلقت منذ تأسيسها في التآمر.. والتكمبين... لابد لشباب الثورة من العودة إلى الميدان.. ومراجعة تركيبة الهيئات المحلية.. والجهوية... ثم الوطنية.. لحماية الثورة... والتأكد من مطابقة عملها... مع تطلعات الشارع.. وطموحاته...
كما أنه لامجال لمهادنة أحزاب الردة.. والعمالة.. والانبتات.. والتغريب... والدجل السياسي.. ولابد من فضحها.. وكشف مشاريعها ...المشبوهة... فلا وصاية على الشعب... ولاحكم من ورائه....
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire